الزكاة في الإسلام
تعريف الزكاة:
الزكاة في اللغة مشتقة من الزكاء وهو الزيادة.
لا شك أن للزكاة مكانة كبيرة جدًا في الإسلام، فقد جعلها الله تعالي الركن الثالث بعد الشهادتين وإقامة الصلاة فهي فريضة علي كل مسلم نتقرب إلي الله بها.
كما ذكرها الله في القرآن الكريم تسعا وعشرين مرة وهذا يؤكد عِظم ثوابها وأثرها علي النفس.
وحثنا الرسول صلي الله عليه وسلم فقال “تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم”.
علي ماذا تجب الزكاة؟
بلغنا الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم أن الزكاة تجب علي الأموال التي لا تستعمل إن بلغت النصاب وحال عليها الحول الهجري ويجب إخراجها علي الفور إن توفر الشروط اللازمة لإخراج الزكاة فلا يجوز تأخيرها بغيرعذر.
ويشمل ذلك زكاة الذهب والفضة وعروض التجارة والأسهم وبهيمة الأنعام إذا بلغ هذا كله النصاب، وكذلك المحاصيل ولكن من المعروف أن زكاة المحاصيل عند حصادها، أما ما نستعمله كالمسكن، والملبس، والسيارة فلا زكاة فيه.
ما هو النصاب؟
نصاب الذهب خمسة وثمانين جرماً، أو خمسمائة وخمسة وتسعين جراماً من الفضة، وكذلك إذا بلغ المال قيمة ما يتم إخراج الزكاة عليه من الذهب والفضة.
فيجب إخراج كل عام ربع العشر (اثنان ونصف في المائة).
كيفية أداء الزكاة:
أولًا النية، فلا يصح إخراجها إلا بالنية لأنها شرط من شروط الزكاة، ثم تُخرج الزكاة لثمانية ذكرهم الله في كتابه في قوله تعالي:
“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
كما أن الصدقة على المسكين ذي القرابة له أجران أجر صدقة وأجر صلة الرحم، ومن المهم أن يُخرجها الإنسان بنفسه أو يوكل غيره ولكن يشترط أن يكون الموكَل مسلم وأمين سواء كان فرد أو مؤسسة خيرية.
أثر الزكاة علي النفس البشرية:
- تطهير النفس وتزكيتها:فالنفس تحتاج بإستمرار إلي تزكية وإخراج الزكاة إحدي الطرق الفعالة للتزكية، حيث أنها تُقيل النفس وتُزهر الصفات الطيبة، كالرحمة والإحسان بالفقير ومن تجوز عليهم الصدقات، كما تُسهم في جعل النفس طيبة متواضعة راضية، فننفق المال بنفس راضية سوية.
- تطهر المال وتجعل فيه البركة، فالزكاة لا ينقص المال شيئًا بل يزيد أضعاف مُضاعفة، قال الله تعالي: ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.) كما أكد الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك فقال” ما نقص مالٌ من صدقة”
- سببًا في الشفاء كما أوصانا الرسول صلي الله عليه وسلم ” داووا مرضاكم بالصدقة.”
- ولا أحد يُنكر أثر الزكاة علي المجتمع، فنصبح أمة ومجتمع يسوده الرخاء.
حكم وعقاب من لم يُخرج الزكاة:
كمان نعلم أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، فمن تركها متعمدًا فقد كفر ومن تركها بخلاً، فهي كبيرة من الكبائر، فيجب أخذها بالقوة، ومن يمتنع عن إخراجها فيُقتل.
أًما العقاب فيعاقبهم الله بالعذاب الأليم بالمال فقال الله تعالي:
“وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ”.
ü وقال تعالى:
“وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “
ü وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها إلا أحميت يوم القيامة، فجعلت صفائح من نار، فكوي بها جنبه وجبينه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.”
ü ويتسبب ذلك أيضًا في الأضرار للمجتمع فينتشر الكراهية والبغض والغل بين المسلمين وتسود الطبقية.
وقال الرسول صلي الله عليه وسلم :
“ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا.”