طب

اطفال الانابيب

العديد من الأسباب قد تؤدي إلى تأخر الحمل والإنجاب وحلم الأمومة، قد يكون من تلك الأسباب ما يمكن علاجه على المدى القريب، كتكيسات المبايض من الدرجة الأولى واضطراب الهرمونات، بينما بعض الأسباب الأخرى قد يستغرق فيها العلاج التقليدي سنوات عديدة وقد تنتهي بنتيجة إيجابية، أو اللجوء إلى سبل وطرق تمكن الزوجة من الإنجاب بالتدخل الطبي، ومن تلك الطرق التي هي وليدة الطب الحديث  عملية اطفال الانابيب.

ما هي عملية اطفال الانابيب

هي عملية طبية تبدأ خارج الرحم، حيث تهيئ الظروف المناسبة لتلتقي البويضة من الأم مع الحيوان المنوي من الأب، وتتم عملية التخصيب اللاتلقائية تلك من خلال أنبوب طبي بالمعامل الطبية، فإذا ما تمت تلك الخطوة بنجاح ونجحت عملية التخصيب يبدأ الطبيب في في غرس ذلك الجنين في رحم الأم، لتبدأ في مرحلة الحمل ونمو الجنين.

ولكن هل يمكن إجراء عملية اطفال الانابيب في أي حالة من حالات العقم؟ بالطبع لا، فهي تكون الحل لبعض المشكلات التي تتسبب في تأخر الإنجاب.

 من تلك المشكلات ما يأتي:

  • عدم التقاء الحيوانات المنوية بالبويضات بسبب انسداد في قناة فالوب، بحيث يكون انسداد عميق فيعيق انتقال الحيوانات المنوية.
  • إصابة الأنثى بما يعرف بداء تكيس المبايض، خاصة في الحالات المتأخرة التي تؤدي إلى منع الحمل وتأخيره، مع عدم فعالية علاج التكيس.
  • التهاب بطانة الرحم.
  • ظهور أحد أمراض الذكورة أو مشكلات الخصوبة عند الرجال، والتي تقلل الحيوانات المنوية أو تعيق حركتها الطبيعية، ومنها ضعف الحيوانات المنوية أو  قلتها وعدم تدفقها، ومنها أيضًا ضعف الانتصاب.
  • انخفاض مستوى الخصوبة سواء عند الرجال أو النساء، والذي قد يكون بسبب التقدم العمري.
  • عدم اتضاح سبب ظاهر لتأخر الحمل والإنجاب.

كيف تتم عملية اطفال الانابيب

عملية اطفال الانابيب لا يمكن تسميتها بالعملية الجراحية، بل هي أشبه بالحقن المجهري مع وجود فوارق بين العمليتين، وتتم من خلال عدة مراحل تبدأ كالآتي:

تنشيط المبايض

بعد الفحوصات الطبية اللازمة لكل من الزوج والزوجة والتأكد من اختيار اطفال الأنابيب كحل لتأخر الإنجاب يبدأ الطبيب في تنشيط مبايض الزوجة، فيحدد النوع الذي سيستخدم في تحفيز البويضات لديها من كبسولات وأدوية أو حقن، ثم تبدأ في أخذ تلك المحفزات في فترة الدورة الشهرية بدئًا من اليوم الثاني.

ويتم في تلك المرحلة الفحص الدوري المهبلي بالموجات فوق الصوتية وتتبع الهرمونات في الدم ومدى تحرك نسبتها، وذلك لمتابعة عملية تحفيز البويضات ومدى إنتاجيتها ونضجها.

سحب البويضات

بعد تحفيز البويضات وارتفاع معدل الخصوبة لدى الزوجة ووصول البويضات لحجم يناسب التخصيب تبدأ المرحلة التالية عن طريق الحقن التفجيري، وذلك لتكون البويضات المنتجة محررة تمهيدًا لسحبها.

وتتم تلك المرحلة في حوالي 35 ساعة أو أكثر، ثم يبدأ سحب البويضات من خلال إبرة السحب، وهي تتصل بجهاز الشفط، وتكون طويلة وشديدة الدقة، وتنتهي تلك المرحلة سريعًا ثم يعقبها بعض الألم الذي لا يدوم لأكثر من يوم واحد.

التخصيب

مرحلة التخصيب هي المرحلة التي تتعلق بالزوجين معًا، حيث يتم سحب عينة صغيرة من السائل المنوي من الزوج، ثم يتم حقن البويضة من الزوجة بالحيوانات المنوية لتبدأ مرحلة التخصيب، وتكون كل بويضة منفردة في أنبوب اختبار مع تكرار البويضات لعدد كبير.

تحضين الأجنة

بعد تخصيب البويضات يتم وضعها في مكان مهيأ لها كما الرحم، فتوضع بطرق معينة وظروف بيئية تتشابه مع حالة الجنين في رحم الأم، وتبدأ الخلايا في الانقسام لتكون الجنين، ثم ليتم الاختيار للأفضل من تلك الأجنة وأقواها، وتظل فترة التحضين تلك مدة خمسة أيام أو أقل، وتحفظ الأجنة التي لم يتم اختيارها ويتم تجميدها لاستخدامها في حالة عدم تمام الحمل وفشل عملية اطفال الانابيب.

الغرس الرحمي

مرحلة زراعة الأجنة في رحم الأم، حيث نقلها من أنابيب الاختبار إلى رحم الأم، لتبدأ مرحلة الحمل الطبيعي، ويتم ذلك من خلال أنبوب يعيد العديد من الأجنة للرحم لتكون فرص الحمل أكثر ارتفاعًا، ولا تستغرق تلك المرحلة وقتًا طويلًا، كما قد لا تحتاج إلى التخدير في أغلب الأحوال.

التعافي

تلك المرحلة هي ما يتحدد عليها نجاح العملية أو فشلها، حيث ينصح الطبيب الأم بعدم ممارسة أي نشاط بدني شاق أو مجهد، بل والتوقف عن الحركة إلا للضرورة، مع تناول بعض من العقاقير المحددة لتثبيت الأجنة بجدار الرحم.

وبعد يومين تبدأ في ممارسة الحركة اليسيرة الغير شاقة حتى مرور نصف شهر، ثم تبدأ في مرحلة الفحص من خلال الفحص الرقمي، والذي يدل إيجابياته على نجاح العملية وبدء مرحلة الحمل الطبيعي للأم.

فحوصات ما قبل عملية اطفال الانابيب

قبل اللجوء إلى عملية اطفال الأنابيب يجب التعرف أولًا على سبب تأخر الإنجاب، والتأكد من كون تلك العملية تتناسب معه، لذا فإن العديد من الفحوصات يجريها كلا الزوجين، وهي كالآتي:

  • يجري الزوج الفحوصات السريرية لأمرا   ض الذكورة.
  • يتم إجراء الفحص الشامل للزوج على السائل المنوي.
  • الفحص الرحمي من خلال أشعة الصبغة أو المنظار.
  • الفحص الهرموني للزوجة.
  • فحوصات عامة للتعرف على وجود نوع من أنواع العدوى التي تضر بثبات الحمل بجدار الرحم بعد مرحلة غرس الأجنة.
  • فحوصات على المبايض ومدى إنتاجيتهم وصلاحية البويضات للتخصيب.

ما الفرق بين عملية الحقن المجهري وعملية اطفال الانابيب

تتفق عملية الحقن المجهري مع عملية اطفال الانابيب في العديد من الأمور من حيث التجهيزات التي تسبق العملية، كما أن كلا من العمليتين هو إخصاب مساعد يبدأ من خارج الرحم، ثم يستكمل نموه في الرحم، وأيضًا تتفق الأسباب للعمليتين.

إلا أن الاختلاف هو في كون عملية الحقن المجهري هي الأكثر تطورًا وتقدمًا، حيث تشمل على تقنيات متميزة، مثل القدرة على تحديد جنس الجنين من ذكر أو أنثى، لذا قد تستخدم في غير حالات الإنجاب المتأخر، بالإضافة إلى العلاج لما يطرأ بعد الولادة، مثل حل مشكلة التشوهات الخلقية للطفل.

كم تبلغ نسبة نجاح عملية اطفال الانابيب

من العوامل المهمة التي تتحكم في نسبة نجاح العملة هي جودة المركز الطبي، فهناك من المستشفيات التي تقدم خدمة طبية عالية الجودة وفريق طبي ذو خبرة واسعة كما الامر في مستشفى بداية.

 لكن لا تتوقف تلك العملية في نجاحها على مدى براعة الطبيب الذي يقوم بإجرائها فقط أو المركز الطبي وتفوقه، بل العديد من العوامل والأسباب تتضافر معًا لتسبب نجاحها أو فشلها لا قدر الله، فبعد توفيق الله ومهارة الطبيب يحدد نجاح العملية أيضًا عمر الزوجين، فإن كانت الزوجة في عمر تتضائل فيه فرصها في الإنجاب الطبيعي فإن نسبة نجاح العملية أيضًا قد تقل، كما يعد سبب تأخر الحمل والإنجاب من أهم أسباب نجاحها، حيث تتراوح تلك الأسباب ما بين سهولة العلاج أو صعوبته، وبالتالي نجاح العملية يختلف باختلاف السبب.

أيضًا اتباع توصيات الطبيب بعد العملية، واستقرار الحالة الصحية والبدنية بشكل عام، والحصول على وزن مثالي، كل تلك عوامل تأثر على نجاح العملية، وأخيرًا تعد عملية اطفال الانابيب أحد الوسائل الطبية المستحدثة التي قدمت نجاحًا كبيرًا في حل مشكلة تأخر الإنجاب بنسبة تتعدى الـ 58% لما دون سن الخامسة والثلاثين من النساء، ونسبة 35% لما بين الخامسة والثلاثين وبين الأربعين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى